أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

لماذا نقاوم التغيير؟!

فن إدارة الحياة

بقلم : أماني سعد 2019-05-21

بعضنا يقاوم تغيير حياته إلى الأفضل والأحسن، فهو يفضِّل الوضع المألوف أكثر من الوضع غير المألوف الذي قد تفرزه عملية التغيير، فهو يظن خطأً أن الوضع المألوف هو الوضع الآمن والمستقر، وبالتالي يغريه ذلك على عدم القيام بعملية التغيير وبلوغ أقصى أهدافه فى الحياة.
فلماذا نقاوم التغيير؟!
- نقاوم التغيير لأننا نتوقع السيِّئ من الأمور، وأن يسير التغيير في غير صالحنا أو يترتب عليه وضعٌ أسوأ مما كنا عليه في السابق.
    إذ إن وضعنا الحالي قد تكيَّفنا معه، وألفناه واعتدناه، فماذا لو كان وضعك الحالي يورثك التعاسة والألم؟ ويجعلك ترى الحياة من نافذة ضيقة ومحدودة فتصبح حبيسًا كطائرٍ في قفصٍ ذهبي يقدم له كل يوم طعامه وشرابه وهو يشعر بالأمان؟! إلا أن هناكَ شعورًا داخليًّا لديه بالألم يذكِّره بأن العالم واسع ورحب، وبه كثير من الخيارات وفرص النجاح والوفرة.
- الخوف.. خوفنا من فشل التغيير يبعدُنا عنه، وكذلك خوفُنا من النجاح أيضاً، فقد تترتَّب على هذا النجاح مهام زائدة ومتطلَّبات جديدة يجب القيام بها، ونحن نرى ذلك عبئًا قد لا نستطيع مواجهته.
-  الظن الخاطئ بأن التغيير يأتي من الخارج. فنحن نتهرَّب من تحمل مسؤوليتنا عن حياتنا... ونُسقِط كل مشاكلنا وتعثُّرنا على القوى الخارجية لا على أنفسنا.
فالتغيير الفعَّال يأتي من الداخل. فلا الحاكم القوي المنتظر، ولا الجيل الواعي القادم، ولا التعليم المتطور.. المأمول، تكفي لإحداث تغيير حقيقي في حياتك ما لم تتغيَّر أنت أولاً من الداخل وتقول: "أنا الوحيد المسؤول".
- فشل الاتصال.. أو الجهل بالدور أو العمل المطلوب منك من أجل القيام بعملية التغيير. فأنت لا تعرف دورك، هل سيكون في وضع الخطط أو تنفيذ العمل أو الإشراف على النتائج؟
- الحاجة إلى التعاون، فقد يحتاج التغيير إلى تضافر عديد من الأيدي والتنسيق فيما بينها بانسجام وتناغم. وعدم القدرة على تحقيق هذا التعاون والانسجام يجعلنا نقاوم عملية التغيير.
- صعوبة تغيير عاداتنا القديمة والتشكُّل بعاداتٍ جديدة. وبخاصة إذا كنا كباراً فى السن، وقد أصبح تغيير عاداتنا أمرًا يحتاج إلى مجهود كبير، فنحن نهرب من تغيير حياتنا بشكل قد نراه جذرياً وغير ضروري.
- قد نواجه مقاومة ممَّن حولنا وإصراراً على عدم التغيير. وذلك لعدم توضيحنا للفوائد التي سنجنيها من عملية التغيير، وإزالة جميع أسباب القلق والمخاوف.
- توطين أنفسنا على "البلادة" أو بمعنى آخر اعتياد الشعور بالسوء دون حراك ودون اعتراض. أي لم يعد الوضع السيِّئ يسبِّب لنا الألم أو التعاسة، فلماذا نتحرك ولماذا نخاطر ولا شيء يدفعنا إلى ذلك، ولماذا نُقدم على التغيير ونحن لا نشعر بألمنا؟!
عليك أن تعلم أن أي نقص يعتري حياتك هو من صنع يديك، ذلك لأنك اخترت بوعي هذا النقص بعدم قدرتك على اتخاذ قرار التغيير، فإذا لم تكن لديك الرغبة الآن فى خوض تجربة التغيير وتحريك حياتك إلى مستوى أفضل، فقل لي متى ستتخذ هذا القرار؟! الوقت قصير لا يتسع للتردد، والعمر ينصرم دون أثر تتركه وراءك، والخير كل الخير أن تقهر ضعفك اليوم وتقدم على التغيير بشجاعة.
فما الحياة التي ترتضيها لنفسك؟! عليك أن تقرِّر اليوم.
www.dramany.net

بقلم : أماني سعد