أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

ممارسات‭ ‬الإدارة‭ ‬الحكومية‭ ‬العشر‭ ‬وتناقضاتها

بقلم : نسيم الصمادي 2019-04-02

1. جزاء‭ ‬العمل‭ ‬المُتقن‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأعباء‭ ‬والمسؤوليات‭. ‬أتقن‭ ‬عملك‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭.‬
رصيدك‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬عملك‭ ‬وإنجازاتك‭. ‬كلما‭ ‬أنجزت‭ ‬أكثر‭ ‬ارتفع‭ ‬منصبك‭ ‬وزاد‭ ‬قدرك‭ ‬وأحبك‭ ‬الناس،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬حريتك‭ ‬ومصلحتك،‭ ‬ولكن‭ ‬القائد‭ ‬الحقيقي‭ ‬يُواجه‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬ويصنع‭ ‬مُقدمات‭ ‬تُفضي‭ ‬إلى‭ ‬نتائج،‭ ‬فالسير‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬يعني‭: ‬مُقدمات‭ ‬ونتائج‭.‬
2. ‬الموارد‭ ‬التي‭ ‬ستوفرها‭ ‬بسبب‭ ‬فاعلية‭ ‬أدائك‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬ستُستَقطَع‭ ‬من‭ ‬ميزانيتك‭ ‬العام‭ ‬القادم‭. ‬كن‭ ‬فعالاً‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭.‬
عندما‭ ‬تضع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬ميزانياتِها،‭ ‬يتمكن‭ ‬بعضُ‭ ‬المبدعين‭ ‬من‭ ‬إنجاز‭ ‬المهمات‭ ‬والمشروعات‭ ‬بتكلفة‭ ‬أقل،‭ ‬فتزيد‭ ‬الكفاءة‭ ‬ويقل‭ ‬الهدر،‭ ‬فلا‭ ‬تتم‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬ميزانيات‭ ‬المبدعين‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬وكأنهم‭ ‬يعاقَبون‭ ‬على‭ ‬إبداعهم،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬حاول‭ ‬تحقيق‭ ‬أفضل‭ ‬النتائج‭ ‬بأقل‭ ‬الموارد‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭.‬
3. ‬برامج‭ ‬التغيير‭ ‬الجريئة‭ ‬التي‭ ‬ستطبقها‭ ‬إدارتك،‭ ‬قد‭ ‬تلغيها‭ ‬الإدارة‭ ‬اللاحقة‭. ‬واصل‭ ‬التغيير‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭.‬
القادة‭ ‬هم‭ ‬أكثر‭ ‬الناس‭ ‬اهتماماً‭ ‬بالنتائج،‭ ‬والتغيير‭ ‬هو‭ ‬الحقيقة‭ ‬الثابتة‭ ‬على‭ ‬الدوام‭. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للقائد‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يُترجِمَ‭ ‬رؤيتَه‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭. ‬هذه‭ ‬الترجمة‭ ‬تخلق‭ ‬الثقة،‭ ‬ومع‭ ‬الثقة‭ ‬تتوَّلَد‭ ‬القوة‭ ‬ويتحقَّق‭ ‬المستحيل‭. ‬لتؤتي‭ ‬القيادة‭ ‬المُلهمة‭ ‬ثمارَها،‭ ‬عليها‭ ‬تبنِّي‭ ‬برامج‭ ‬تغيير‭ ‬تُمكِّنُها‭ ‬من‭ ‬تخطي‭ ‬الصعاب‭.‬
4. ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬عملنا،‭ ‬وفِّر‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭.‬
الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬نشاط‭ ‬إنساني‭ ‬يمارسُه‭ ‬المتميزون،‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬أن‭ ‬يُوازن‭ ‬بين‭ ‬نتائج‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬والتخطيط‭ ‬والتنفيذ‭ ‬للتفوق‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬وهذا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬الوقت‭ ‬والموارد‭ ‬الإبداعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬اللازمة‭.‬
5. ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬يقاومون‭ ‬التغيير‭ ‬بسبب‭ ‬الخوف‭ ‬وعدم‭ ‬التأكد،‭ ‬وبسبب‭ ‬الركون‭ ‬إلى‭ ‬الراحة‭ ‬والتعود‭. ‬أشركهم‭ ‬معك‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭.‬
تعاني‭ ‬الإدارة‭ ‬الحكومية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬الإدارية‭ ‬والخلافات‭ ‬والآراء‭ ‬المتضاربة‭. ‬تجنَّب‭ ‬الشعارات‭ ‬الرنانة،‭ ‬وركِّز‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التفكير‭ ‬الهادف‭. ‬اشرح‭ ‬لهم‭ ‬الرؤية‭ ‬وسَيْر‭ ‬عمليات‭ ‬التطوير،‭ ‬مبيناً‭ ‬أهمية‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬وحفِّزهم‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭. ‬سيرحِّب‭ ‬مُعظمهم‭ ‬بالعمل‭ ‬معك‭ ‬وهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بالامتنان‭ ‬والتقدير‭. ‬
6. مستقبل‭ ‬مؤسستك‭ ‬مُبهَم‭ ‬وقد‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬سيطرتك‭. ‬خطط‭ ‬للمستقبل‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭.‬
عندما‭ ‬لا‭ ‬تخطِّط‭ ‬للنجاح‭ ‬فأنت‭ ‬تخطط‭ ‬للفشل،‭ ‬على‭ ‬القادة‭ ‬أن‭ ‬يمارسوا‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬ويستشرفوا‭ ‬المستقبل،‭ ‬ليفهموا‭ ‬ثقافة‭ ‬المؤسسة‭ ‬ويضعوا‭ ‬خطةً‭ ‬استراتيجية‭ ‬تستهدف‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الإنجاز‭ ‬والأثر‭ ‬المجتمعي‭.‬
7. ‬تهتم‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بالفضائح‭ ‬والخسائر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭. ‬انشر‭ ‬قصص‭ ‬نجاحك‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭.‬
بات‭ ‬الإعلام‭ ‬شريكاً‭ ‬فعالاً‭ ‬لكل‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشخصيات،‭ ‬وهو‭ ‬صديق‭ ‬وناصح‭ ‬أمين‭ ‬لمن‭ ‬يُحسنون‭ ‬إدارة‭ ‬علاقاتهم‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬بشفافية‭ ‬ومصداقية‭. ‬اجعل‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬النزيهة‭ ‬رقيباً‭ ‬إضافياً‭ ‬يمارس‭ ‬دوراً‭ ‬مكملاً‭ ‬لرقابتك‭ ‬الداخلية،‭ ‬ولدور‭ ‬إدارة‭ ‬التسويق‭ ‬والعلاقات‭ ‬العامة‭ ‬أيضاً‭.‬
8. ‬لن‭ ‬تسمح‭ ‬لك‭ ‬التشريعات‭ ‬والرقابة‭ ‬الصارمة‭ ‬والهياكل‭ ‬التنظيمية‭ ‬بتجاوزها‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القرارات‭. ‬بسِّط‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتفّ‭ ‬حول‭ ‬التعقيدات‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭.‬
القوانين‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬تكون‭ ‬جامدة‭ ‬وغير‭ ‬مرنة‭ ‬ويصعب‭ ‬تغييرها،‭ ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬تحول‭ ‬بين‭ ‬الموظفين‭ ‬والإبداع،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قصدته‭ ‬فلورنس‭ ‬ناينتنجيل‭ ‬بقولها‭: ‬“لا‭ ‬يلتزم‭ ‬بكل‭ ‬القوانين‭ ‬إلا‭ ‬المغفلون”،‭ ‬وهناك‭ ‬حكمة‭ ‬تقول‭: ‬“لقد‭ ‬وُضعت‭ ‬القوانين‭ ‬لكي‭ ‬تُخترق”؛‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬يمكننا‭ ‬الالتفاف‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬القوانين‭ ‬لزيادة‭ ‬طاقتنا‭ ‬الابتكارية‭. ‬ينطبق‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وعلى‭ ‬الإدارة‭ ‬الحكومية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭.‬
9. ‬سينتقل‭ ‬موظفوك‭ ‬إلى‭ ‬وظائف‭ ‬أفضل‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تدربهم‭ ‬وتُنمِّي‭ ‬مهاراتهم‭ ‬وتُمتِّنهم‭. ‬درِّب‭ ‬موظفيك‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭. ‬
اصنع‭ ‬فريقاً‭ ‬يحمل‭ ‬أهدافك‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭. ‬اكتشف‭ ‬نقاط‭ ‬قوتهم‭ ‬وفوض‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬صلاحياتك‭ ‬إليهم،‭ ‬ومكنهم‭ ‬وكافئهم‭ ‬وأبرِز‭ ‬إنجازاتهم‭. ‬الفريق‭ ‬العظيم‭ ‬يبني‭ ‬مؤسسات‭ ‬عظيمة،‭ ‬وهذه‭ ‬مجرد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬والأهداف‭ ‬المشتركة‭.‬
10. ‬أفكارك‭ ‬المختلفة‭ ‬والرائدة‭ ‬قد‭ ‬تجعل‭ ‬كثيرين‭ ‬يستغلونك‭ ‬أو‭ ‬يخافونك،‭ ‬وقليلين‭ ‬يحترمونك‭. ‬شارك‭ ‬أفكارك‭ ‬النيِّرة‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭.‬
في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬والحافلة‭ ‬بالضغوط،‭ ‬يكون‭ ‬الحل‭ ‬الأسهل‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تتوارى‭ ‬في‭ ‬الظل،‭ ‬وهذا‭ ‬سلوك‭ ‬سلبي‭ ‬يتمخَّض‭ ‬بنتائج‭ ‬عكسية،‭ ‬فلن‭ ‬تجد‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬الملائمة‭ ‬للإبداع‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬إيجابياً‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬صنعها‭ ‬بنفسك‭. ‬القائد‭ ‬الفعَّال‭ ‬يتقدم‭ ‬حين‭ ‬يُحجم‭ ‬الآخرون،‭ ‬ويُبادر‭ ‬حين‭ ‬يترددون؛‭ ‬فيفوز‭ ‬وهم‭ ‬يخسرون‭.‬

بقلم : نسيم الصمادي