أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

قصة إنسانية لأول يابانية تحقق اللقب الأكبر في تاريخ اليابان

بقلم : فريق تحرير إدارة.كوم 2019-03-17

"نعومي أوساكا" هو الاسم الأشهر في اليابان حالياً، رغم أنه لفتاة تبلغ من العمر 20 عاماً فقط، وذلك بسبب الإنجاز التاريخي الذي حققته الشابة اليابانية.

فجرت "أوساكا" مفاجأة كبرى بالفوز على "سيرينا ويليامز" أحد أساطير لعبة التنس صاحبة الـ (23 لقباً) في نهائي بطولة أمريكا المفتوحة، رابع البطولات الكبرى "جراند سلام"، لتحقق اللقب الأكبر في تاريخ اليابان باللعبة.

وكانت "أوساكا" في تصريحات سابقة وقت بزوغها في عالم التنس، قد أوضحت: "أن "سيرينا ويليامز" أسطورتها المفضلة وأحد الملهمات بالنسبة لها في عالم التنس. ورغم أن "ويليامز" هي أسطورة "أوساكا" المفضلة، إلا أن اللاعبة اليابانية قد واجهت أسطورتها مرتين، وحققت الفوز في المرتين. وأصبحت "أوساكا" أول يابانية سواء على مستوى السيدات أو الرجال تحقق لقب بطولة كبرى في التنس.

"تهانينا إليك نعومي أوساكا بالفوز ببطولة أمريكا المفتوحة للتنس كأول بطل ياباني يحقق لقب من البطولات الأربع الكبرى، نشكرك على منح اليابان هذا الدعم في ذلك الوقت الصعب" كانت تلك تهنئة "شينزو آبي" رئيس وزراء اليابان بعد تتويج "أوساكا" باللقب.
ويظهر من تعليق رئيس وزراء اليابان كيف أصبحت "أوساكا" مصدراً لفخر بلادها بعد ذلك الإنجاز التاريخي، لكن في الحقيقة لم تكن كذلك في طفولتها إذ عانت من العنصرية.

ولدت "نعومي أوساكا" في 16 أكتوبر من عام 1997 بمدينة أوساكا اليابانية موطن والدتها "تاماكي أوساكا" ووالدها من هايتي يدعى "ليونارد سان فرانسوا".

كان "ليونارد" والد "أوساكا" يدرس بجامعة نيويورك التي يعيش بها قبل أن يذهب إلى اليابان ويقع في حب "تاماكي"، ذلك الأمر الذي أغضب والد الفتاة اليابانية بشدة بسبب حبها لرجل "أسمر اللون" وهو ما يخالف عادتهم.
قررت وقتها "تاماكي" والدة "نعومي" الزواج من "ليونارد" الشاب الأسمر من هايتي وتسبب ذلك في عدم اتصال والدة ناعومي بعائلتها لمدة ما يزيد عن العشرة أعوام .وعندما بلغت "نعومي" ثلاثة أعوام سافرت مع عائلتها إلى نيويورك للاقتراب من عائلة والدها. وتعلمت "نعومي" التنس في أمريكا وعند دخولها لفئة اللاعبات المحترفات اختار والدها "ليونارد" الاتحاد الياباني على الاتحاد الأمريكي من أجل تمثيله ومنذ ذلك الوقت تلعب باسم اليابان.

واجهت "نعومي" مضايقات عنصرية بسبب بشرتها السمراء في بلاد الساموراي. وصرحت "نعومي" في 2016 قائلة "عندما أذهب إلى اليابان أرى الناس مرتبكين عند التعامل معي بسبب اسمي وعدم توقعهم لمشاهدة فتاة سمراء اللون تحمل جنسيتهم".
وصرح أحد الصحفيين المستقلين في اليابان عام 2016 ويدعى "أكاتساكييوشيدا" قائلاً: "أوساكا نصف ياباني ونصف أمريكي وأحب تلك النوعية من الأشخاص، أتوقع أن تحظى باهتمام كبير في بلادنا خلال الفترة المقبلة، لكن متى ذلك لا أعلم؟! ربما عند وصولها ربع نهائي بطولة كبرى للجراند سلام؟ ربما دخولها ضمن أفضل 20 لاعبة في التصنيف؟ لا أعلم لكنها تمتلك مقومات لتكون نجمة كبيرة".

نعم تبصر ذلك الصحفي بمقومات ونقاط قوة نجم تلألأ رغم غيوم الظروف القاسية والعنصرية
وعادت "نعومي أوساكا" بعد سبعة عشر عاماً لبلادها، بعد أن حملت له المجد وبعد أن تركته وهي ضحية للعنصرية لتنال تكريماً ربما لم تحلم به يوماً، وهذا ثمن الثقة بقدراتها ونقاط قوتها وعبقريتها الرياضية.

بقلم : فريق تحرير إدارة.كوم