أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

كيف تختار تخصصك

بقلم : نسيم الصمادي 2018-05-27

"وصلني هذا السؤال من شاب جاد يسأل: كيف اعرف التخصص المناسب لي ؟ هل أدرس تسويق أم إدارة موارد بشرية؟ وبدلاً من أن أجيبه بإيجاز، ساقني شغفي في خدمة أبنائي الشباب وحبي لهم، إلى كتابة هذا المقال ومساعدتهم على اختيار التخصص المناسب. أرجو أن تفيدوا منه وبه، فتطالعوه وتشاركوه".
ليس هناك تخصص أفضل من الآخر. اختيار التخصص المناسب لا يعتمد - ولا ينبغي أن يعتمد - على رغباتك وتفضيلاتك واحتياجات السوق فقط، بل يتوقف على سمات شخصيتك وقدراتك ونقاط قوتك ومواهبك أيضاً؛ فحيثما تُبدع وتكون إيجابياً ومنتجاً وسعيداً، يكون عملُك وتزدهرُ حياتُك.
عودة لسؤال كيف اعرف التخصص المناسب لي ؟ طُرحَ عَليَّ هذا السؤال كثيراً، وكانت إجاباتي دائماً واضحة. أعرف مهندسين يعملون في التسويق والبيع، ولي صديق ناجح يعمل في الموارد البشرية بعدما درس القانون، وكثير من المبدعين في المبيعات درسوا العلوم والطب والصيدلة. "ماذا أدرس؟" ليس هو السؤال المناسب، السؤال الصحيح هو: مَن تكون وماذا تريد؟ بغض النظر عن الدخل والمستوى الاجتماعي الذي تَحلُم به.
قبل أن تختار تخصصك، اقرأ التالي:
المساعدة في اختيار أفضل تخصص
اختيار التخصص المناسب
أفضل ما يمكن أن يفعله الإنسان بعد التخرج
 
ثم فكر في تفضيلاتك واكتشف نقاط قوتك التي ستقودك نحو الإبداع و اختيار التخصص المناسب، واحذر أن تختار استناداً إلى نصائح الأصدقاء وما سلكه زملاؤك وأقاربك، أو حتى بناءً على نصائح أساتذتك. هل تعرف أن بل جيتس وستيف جوبز ومارك زوكربيرج لم ينهوا دراستهم؟ وأن جاك ما صاحب علي بابا درس اللغة الإنجليزية وها هو يملك أكبر سوق في العالم؟ وأن جيف بيزوس صاحب أمازون عمل في وول ستريت، ثم ترك شارع المال ليصبح أغنى تاجر تجزئة في العالم؟
لا أنصح بدراسة إدارة الأعمال لأنها تخصص غير متخصص، حيث ستدرس فيها كل شيء ولن تدرس شيئاً كاملاً. تخصصات التسويق ممتازة، لا سيما التسويق الإلكتروني بتقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبرى، والموارد البشرية أيضاً اختيار مناسب إن كنت تهتم بالعلاقات الإنسانية وحل المشكلات والتدريب واستقطاب المواهب وتنميتها.
ثم اسأل نفسك: ماذا تحب أن تقرأ؟ حاول معرفة نقاط قوتك الخمس الكبرى. إن كنت شخصية تحليلية ولديك ميول فنية، فعليك بالتسويق. وإن كنت شخصية اجتماعية ولديك ذكاء عاطفي وتحب التطوير والتعليم والتدريب وعلم النفس والسلوك التنظيمي، وتهتم بما يدور داخل المؤسسات، فعليك بالموارد البشرية. إن مال اهتمامك إلى الاقتصاد ومؤشراته وما يدور في الأسواق وتطوير المنتجات والجودة، والفرق بين السلع والخدمات، وتحب الأرقام ووضع الاستراتيجيات، عليك بالتسويق لأنه يتوجه إلى العملاء والجمهور وما يقع خارج المؤسسات. وإن كنت سمعت بالعادات السبع والتمتين والقيادة وتعظيم المواهب ومنافسة الآلة للإنسان والتدريب الابتكاري وإنتاجية العمالة ومعدلات البطالة ومواقع الاستقطاب والاختيار والتعيين ورأس المال البشري، فعليك بالموارد البشرية. إن كنت شغوفًا بالمنافسة والتفاوض وقرأت عن السوق الأزرق وسلوك القطيع وفن الإعلان وتأثير الجموع وإنترنت الأشياء وتعلم الآلة واستشراف المستقبل، فعليك بالتسويق.
يمكنك أيضاً اعتبار المواقع الإلكترونية نقطة بداية في البحث عن اتجاهاتك السلوكية وعاداتك الافتراضية. من الواضح أنك من متابعي موقع إدارة.كوم، وهذا مؤشر إيجابي ونقطة انطلاق، فماذا عن المواقع الأخرى: لينكدإن وفيسبوك وأمازون وتويتر وإنستغرام؟ إن كنت من رواد لينكدإن، فإدارة الموارد البشرية هي خيارك، وإن كنت من عشاق تويتر وإنستغرام، فالتسويق هو الخيار. كما أن ما تبحث عنه عادةً في المواقع العالمية المشهورة أهم من المواقع ذاتها. عمَّ تبحث في محرك جوجل مثلاً؟ وما انتماءاتك ومجموعاتك على فيسبوك؟ اسأل أصدقاءك وقبيلتك الإلكترونية عن تخصصاتهم أيضاً؛ فإن مالوا إلى تخصص ما، يبقى أمامك خياران: أن تحذو حذوهم، أو تعاكسهم وتسير في طريق الندرة الذي لا يسلكه كثيرون.
مع تحياتي وخالص تمنياتي.

بقلم : نسيم الصمادي