أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

هذا هو الفريق الفائز بكأس العالم 2022؟

هل تتفق معي؟

بقلم : نسيم الصمادي 2022-12-04

لأسباب كثيرة ومستجدة، من الصعب توقع الفريق الفائز بكأس العالم في قطر 2022، وذلك لأسباب يصعب حصرها، ويمكن تحديد بعضها!
كخبير في دراسات ومقومات الأداء البشري، لاحظت أن لا فريق عالمياً حقق العلامة الكاملة في الجولة الأولى لدوري المجموعات، وذلك لعجز الفرق التي كانت قوية عن ذلك، أو لتراخيها المتعمد لأسباب فنية وادخار مفاجآتها للجولات القوية. ومع ذلك، يمكننا بسهولة ملاحظة وتسجيل الكثير من الملاحظات على التغيرات التي طالت معظم المنتخبات من مختلف القارات.
  • بسبب العولمة وتحول كرة القدم من رياضة إلى صناعة، وشهرة الأندية التي تعولمت وتخلت عن هويتها الوطنية لصالح طموحاتِها الاقتصادية، اختلطت القدرات والخبرات والمهارات حول العالم، فلم تعد للأندية هوية محلية، ثم طال التغيير المنتخبات الوطنية، فرأينا الفرق الأوروبية والأمريكية، وبعض الفرق العربية تعتمد على لاعبين مهاجرين ومجنسين.
  • بدأت الفوارق المهارية والمعرفية والثقافية والعلمية بين اللاعبين تضيق، وكذلك انحسار فجوة الذكاء بين الأمم، وتقارب مستوياته بسبب انتشار التعليم، ووسائل التواصل وضيق الفجوات الاقتصادية بين الدول الفقيرة والغنية بالتدريج. فضلاً عن سهولة السفر وإقامة المعسكرات وتبادل المدربين، والاستعانة بخبراء عالميين أيضاً.
  • تحولت لعبة كرة القدم من فن ومهارة إلى لياقة بدنية وسرعة وتحليلات وبرمجيات، تعتمد على البيانات العظمى والخوارزميات التي يمكن شراؤها كتطبيقات ذات مخرجات يسهل فهمها وقراءة مؤشراتها.
  • أثبت فوز السعودية على الأرجنتين، والكاميرون على البرازيل، والمغرب على بلجيكا، وتونس على فرنسا، واليابان على إسبانيا، أن الاعتماد على اللاعب النجم أمثال: ميسي، ونيمار، ورونالدو، قد ولى زمنه، وأن النجومية آلت إلى اللعب الجماعي لا الفردي. بل إن النجومية الفردية تحولت إلى معضلة تواجهها الفرق الكبيرة تاريخياً، بسبب العقود المالية الفلكية التي جعلت النجوم يلعبون بقوة في الأندية، ويخشون الإصابات عند اللعب مع المنتخبات.
  • ما حدث في عالم التدريب الإداري، يتكرر في التدريب الرياضي. حتى في الرياضات التي كانت تسيطر عليها دول دون أخرى، بدأت مدارس التدريب تتقارب، وتقنيات التأهيل والإعداد تتداخل. فرغم من أن معظم المنتخبات يقودها مدربون وطنيون، إلا إن مدارس التدريب وأساليب اللعب قد اختلطت. المنتخبات الأفريقية والآسيوية تعتمد على ما كان يسمى المدرسة البرازيلية، ومنتخبات أستراليا وأمريكا الشمالية تعلب كالفرق الأوروبية. ومن الواضح أن الفرق الدفاعية غيرت أساليبها، وكذلك بدأت الدول الهجومية تُدافع، ومالت معظم المنتخبات للعب المتوازن، وهكذا.
 وعوداً على بدء، ما الفريق الذي سيفوز بكأس العالم 2022؟ لا أحد يعرف أو يمكن أن يعرف. قد تفوز المغرب التي لم تفز من قبل، وربما إنجلترا التي لم تفز منذ عقود. فالفريق الفائز يجب أن يُبدع في اللعب الجماعي، وأن يصادفه الحظ فيقابل فرقاً منهكةً، أو ينتصر له "الفار VAR" في لعبة ولا ينتصر عليه في لعبة ما. لقد تأهلت اليابان لدور (16) بعد أن أقسم "الفار" بأن الكرة لم تعبر خط المرمى وبقي 2 أو 3 بالمائة منها على الخط، وليس داخل الملعب، مع أن المنطق والعدل يقضي بأن تُحتسب خارج الملعب إذا تَخَطَى 51% منها الخط؛ أليس كذلك!؟
الدولة الفائزة بكأس العالم يجب أن تكون أفضل بنسبة 1% ومحظوظة بنسبة 99%! فما هي؟ وإذا خسر فريقك المفضل، أندب حظك!

بقلم : نسيم الصمادي