الإجمالي $ 0
سلة المشتريات
تقدم لنا الخلاصة نظرةً عامّة عن أسباب إخفاق الأشكال التقليدية للنقود، بينما تُعدُّ عملة البيتكوين أول نقود غير قابلة للتغيير أو التزوير، وتتسم باللامركزية ومرونة النقل والتبادل والاستدامة، لأنها تفي بجميع معايير الرواج التي أخفقت في الوفاء بها الأشكال السابقة للأموال، بدايةً من العملات السلعية (التي تستمد قيمتها من المادة المصنوعة منها) وانتهاءً بالأموال الحكومية. فالبتكوين قابلة للتقسيم والنقل وتُعدُّ مَخْزَناً للقيمة، والأهم من ذلك أنها ليست عُرضةً لمخاطر التدخلات الحكومية، وهذه السمات هي الفيصل في اختيار أي عملات نقدية عموماً.
وعلى مرَّ التاريخ، كان البشر يغيِّرون أشكال النقود بسبب مشكلات الرواج التي استعصت على الحل، حتى الذهب لم يكن حلاً ناجعاً لها. كما أن الذهب أصبح مركزيّاً، مما جعله عرضةً لقرارات حكومية قد تضعف قيمته، فحلّت أموال الحكومة في نهاية المطاف محله من دون أي ظهير أو دعم سلعي ذي قيمة مادية (Commodity Backing).
الأموال غير المُستقرة والأمر الواقع
تسوقنا الأموال المتحركة إلى خيارات محدودة. فعندما يشهدُ الناس تراجعاً في القوة الشرائية، يقل الادخار ويزيد الاقتراض والاستهلاك، مما يُعرقل الإنتاجية، ويُشجع القرارات الخاضعة لمقتضيات الحاضر. وفي نهاية المطاف، يُفضي ذلك إلى إخفاقات وصراعات أخلاقية وسلوكيات مُدمِّرَة، تُلحق ضرراً جسيماً بالمجتمع ككل.
البيتكوين عملة لا تتراجع
وفقاً للنظرية الاقتصادية الكِّنزية والنظرية المالية النقديّة، فإن الحكومات بحاجة ماسّة إلى إدارة المعروض النقدي. ولكن أهمية آليات سعر السوق الحرة تكشف عوار هذه الفكرة، فضلاً عن أنّ الأموال غير المُستقرة التي تنشأ عن فكرة إدارة المعروض النقدي تُموِّل أعمالَ العُنف والحروب التي لا تخضع للمساءلة.
في المقابل، تُقدِّم عملة البيتكوين لأول مرة سلعةً نقديةً ذات معروض محدود للغاية. فبغض النظر عن عدد مستخدميها، ومهما كانت الأسعار، ومهما بلغَ الابتكار التقني، سيكون هناك 21 مليون عملة أو وحدة بيتكوين فقط. ولهذا تبقى الطريقة الوحيدة للتعامل مع الطلب المتزايد عليها هي رفع سعر العملة. ومن ثمَّ فالبيتكوين هي وسيلة التبادل الوحيدة التي نضمن أنّ قيمتها لن تتراجع إلى مستوى صفر. وعلى النقيض من أي عملة في التاريخ، فإن نسبة المخزون إلى التدفق من عملات البيتكوين تزداد حتى تصبح لا نهائية في المستقبل.
هل البيتكوين قارب نجاة؟
في ظل الإقبال العالمي الواسع على البيتكوين، ربما تصبح العملة العالمية السائدة. وفي الوقت الراهن، من المرجح أن تظل أصلاً مُتقلِّباً مع ارتفاع قيمته بسرعة. ولكن، إذا أمست خياراً أساسياً راسخاً للدفع - في حالة استقرارها - فستجعلها سماتها التقنية والنقديّة منافساً شرساً للعملات الإلزامية الراسخة عالميّاً، حيث تتوفر فيها جميع معايير الرواج التي تُميِّز الأموال المُستقرة، على جميع المستويات، وعبر مختلف الأماكن والأزمنة. وإذا ما استُخدمت على نطاق واسع، فقد تصبح العملة العالمية الجديدة السائدة.
تأليف:
د. سيف الدين عمُّوص: خبير اقتصادي ومُستشار ومدرب ومؤلف.
للمزيد إليك الكتب التالية:
-
خلاصة كتاب "مستقبل البنوك الذكية" http://bit.ly/3gtVWJO
-
خلاصة كتاب "بنوك الجيل الرابع" http://bit.ly/3Vegy7q